نشر في 25 Aug, 2025, 04:03 AM (بتوقيت العاصمة عدن)

اليمن: السيول تفتك بالمدنيين وتغرق مخيمات النازحين.. تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة

اليمن: السيول تفتك بالمدنيين وتغرق مخيمات النازحين.. تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة
الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة تدمر منازل المواطنين بمنطقة الحسوة - محافظة عدن

أصوات مدنية – تقرير خاص:

شهدت عدة محافظات يمنية خلال الأيام الماضية أمطارًا غزيرة وسيولًا جارفة أودت بحياة سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال، وتسببت في خسائر واسعة بالممتلكات العامة والخاصة، وسط تحذيرات من اتساع حجم الكارثة الإنسانية في بلد يعاني أصلًا من هشاشة البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.

✦ المدنيون في قلب الكارثة

في مدينة عدن، ضربت السيول أحياء عدة، وتدفقت مياه الأمطار القادمة من محافظة لحج بشكل غير مسبوق عبر الوادي الكبير في منطقة الحسوة بمديرية البريقة. المنازل الواقعة وسط مجرى السيول لم تصمد أمام اندفاع المياه، ما أدى إلى خسائر فادحة وتشريد عدد من الأسر.

وكانت مخيمات النازحين الأكثر تضررًا؛ إذ غمرت السيول مخيم "عمار بن ياسر" في مديرية دار سعد شمال عدن، الذي يضم نحو 500 أسرة نازحة (أكثر من 3 آلاف شخص). 

المخيم تحوّل إلى برك من المياه الراكدة بعد أن أغرقت السيول عشرات الخيام وأتلفت المواد الغذائية ومقتنيات الأسر. 

ويقول مشرفون على المخيم إن الأطفال والنساء يقضون أيامهم وسط أوضاع صحية بالغة السوء، في ظل غياب التدخل العاجل من السلطات والمنظمات الإنسانية.

✦ وفيات وأضرار في أربع محافظات

المصادر المحلية والرسمية وثّقت مصرع سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال في أربع محافظات:

حجة (شمال غرب): انهار منزل في قرية الخضراء بمديرية كعيدنة نتيجة الأمطار، ما أدى إلى وفاة ثلاثة أطفال وإصابة والديهما بجروح.

لحج (جنوب): جرفت السيول مركبة تقل 20 شخصًا في وادي بَله، ما أسفر عن وفاة شخص واحد وإصابة آخرين، فيما تهدمت منازل وأصيبت مرافق حكومية بخسائر كبيرة.

شبوة (شرق): غرق طفلان في مديرية بيحان بمياه السيول.

حضرموت (شرق): لقي مواطن مصرعه في مديرية تريم إثر جرفه بمياه الأمطار.

هذه الأرقام تكشف هشاشة أوضاع المدنيين الذين يواجهون كوارث طبيعية بوسائل محدودة في ظل غياب منظومات إنذار مبكر أو خطط استجابة سريعة.

✦ خسائر مضاعفة في البنية والخدمات

إلى جانب الأرواح التي أُزهقت، تسببت السيول في خسائر مادية وزراعية جسيمة:

تصدّع جسر العرائس في مديرية العند بلحج، وسط مخاوف من انهياره الكامل وقطع الطريق الحيوي بين عدة مديريات.

جرف مساحات زراعية وآبار مياه جوفية يعتمد عليها السكان في الري والشرب.

تدمير أنظمة الطاقة الشمسية المستخدمة للزراعة، ما ينذر بانعدام الأمن الغذائي للمزارعين.

تعطل خطوط الكهرباء والمياه في بعض الأحياء السكنية.

✦ استجابة حكومية محدودة

رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس الحكومة لمتابعة الإجراءات المتخذة للحد من آثار المنخفض الجوي. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية أن الحكومة تنسق مع المنظمات الإقليمية والدولية لتقديم العون.

وفي عدن، زار المحافظ أحمد حامد لملس الأسر المتضررة التي لجأت إلى إحدى المدارس بمنطقة الحسوة، ووزع مساعدات إنسانية عاجلة، متعهدًا بتعويضهم. غير أن هذه الجهود وُصفت من ناشطين ومواطنين بأنها "لا تواكب حجم الكارثة".

✦ المدنيون بين كوارث الحرب والمناخ

تزامن هذه الكارثة مع استمرار النزاع المسلح يجعل المدنيين في اليمن الحلقة الأضعف. فالبنية التحتية المتهالكة، وتراجع قدرات السلطات المحلية، وغياب خطط الطوارئ، كلها عوامل تضاعف من آثار الفيضانات الموسمية.

وبحسب تقارير البنك الدولي، يُعد اليمن من أكثر الدول العربية هشاشة أمام التغيرات المناخية، ومع استمرار الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية، يجد السكان أنفسهم في مواجهة كوارث طبيعية بلا حماية كافية، فيما تظل النساء والأطفال والنازحون أكثر الفئات عرضة للمخاطر.

✦ مطالب عاجلة لحماية المدنيين

نشطاء ومنظمات حقوقية ناشدوا الجهات المحلية والمنظمات الدولية الإسراع في:

توفير مأوى آمن للأسر النازحة المتضررة.

شفط المياه الراكدة من المخيمات لمنع تفشي الأوبئة.

إصلاح شبكات الكهرباء والمياه وإعادة تأهيل المرافق المتضررة.

إنشاء خطط استجابة طارئة للتقليل من الخسائر البشرية في الكوارث الطبيعية.