نشر في 27 Aug, 2025, 02:03 AM (بتوقيت العاصمة عدن)

"مسام” ينزع 828 لغماً في اليمن خلال أسبوع... ويعيد للمدنيين حقهم في الحياة الآمنة

"مسام” ينزع 828 لغماً في اليمن خلال أسبوع... ويعيد للمدنيين حقهم في الحياة الآمنة

اصوات مدنية - خاص:

في صباح هادئ بقرية صغيرة في محافظة تعز، كان الأطفال يستعدون للذهاب إلى مدارسهم، والمزارعون يتهيأون للعمل في حقولهم، لكن خطواتهم كانت تتثاقل مع كل طريق يقطعونه، فالخوف من لغم مدفون تحت التراب كان يلاحقهم في كل لحظة. 

الأمهات يرسلن أبناءهن إلى المدرسة بقلوب مرتجفة، والآباء يتجنبون طرقاً زراعية يعرفون أنها قد تكون ملغومة. هكذا عاش المدنيون في اليمن لسنوات، حيث تحوّلت الأرض التي كانت مصدر رزق وأمان إلى مصائد موت.

لكن هذه الصورة القاتمة بدأت تتغير مع جهود مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام “مسام”. 

فخلال الأسبوع الرابع من أغسطس 2025م، نجح المشروع في نزع 828 لغماً وذخيرة غير منفجرة من مختلف المحافظات اليمنية، في خطوة جديدة لتجنيب المدنيين ويلات الخوف والموت، وتمكينهم من السير في طرقهم والعيش في منازلهم ومزارعهم بأمان.

أرقام خلفها إنسان

الألغام المنزوعة شملت لغمين مضادين للأفراد، و42 لغماً مضاداً للدبابات، و783 ذخيرة غير منفجرة، وعبوة ناسفة واحدة. وبينما قد تبدو هذه مجرد أرقام، فإنها في الحقيقة تمثل أرواحاً نجت من الموت، وأطفالاً سيصلون إلى مدارسهم بسلام، وأسرًا ستنام مطمئنة دون خوف من انفجار مفاجئ قرب منزلها.

حكايات من قلب المعاناة

في تعز، يروي المزارع أبو محمد: “تركت أرضي ثلاث سنوات بعدما انفجر لغم وقتل ابن عمي أمام عيني. اليوم بعد أن طهّر فريق مسام المزارع عدت إليها، وكأنني أعود للحياة من جديد”.

وفي لحج، تقول والدة الطفلة سلمى ذات التسعة أعوام: “كنا نمنع أبناءنا من اللعب خارج المنزل خوفاً من الألغام. الآن نشعر أن القرية استعادت أمانها بعد جهود مسام”.

أما في عدن، فقد اكتشف الفريق ذخيرة غير منفجرة بالقرب من أحد المنازل، لينقذ أسرة بأكملها. يروي رب الأسرة: “لم أكن أعلم أن الموت كان مدفوناً بجوار بيتنا... ما فعله الفريق هو إنقاذ حقيقي”.

من نزع الموت إلى زرع الأمل

بفضل هذه الجهود، ارتفع عدد الألغام المنزوعة خلال شهر أغسطس إلى 3,767 لغماً، بينما بلغ إجمالي ما أُزيل منذ انطلاق المشروع حتى الآن 511,355 لغماً. هذه الأرقام الضخمة تترجم إلى مساحات جديدة آمنة، وطرقات مطمئنة، وحقول عادت للحياة.

المدنيون أولاً

أولوية “مسام” هي حماية المدنيين وتقليل المخاطر اليومية التي تحيط بهم. فالمشروع لا يقتصر على إزالة أدوات القتل، بل يمنح الناس الحق في التنقل والعمل والعيش دون خوف. مع كل لغم يُنزع، يفتح باب جديد للأمان، ويُكتب فصل جديد من الأمل في حياة اليمنيين.